تحكي الأم فتقول :كان طفلا وسيما بشوشا، فرحنا به كثيرا عند ولادته وبدأ يكبر أمام أعيننا وكان يخرج للعب مع الأطفال ولا يعود إلا في المساء وفي أحد الأيام بعد عودته من المدرسة أحس بألم شديد في رأسه ضننا في البداية أنه ألم بسيط فعمدنا إلى إعطائه بعض الأدوية كالأسبرين وغير ذلك من الأعشاب لكن الألم ازداد حدة مما اضطررنا إلى حمله على وجه السرعة إلى المستشفى وبعد عدة فحوصات تبين أنه مصاب في رأسه بمرض خطير وقال الطبيب يجب إجراء له عملية حالا وإلا سيتطور المرض ويحدث ما لا يحمد عقباه ،بكت الأم كثيرا وتألمت العائلة الصغيرة كلها من أجل صغيرهم.
وبعد عدة أيام أجريت العملية ليطلب الطبيب من الأم مرة أخرى أن تختار بين أن يفقد طفلها عقله أم يصاب بالشلل لتختار الأم بعد ألم وحيرة كبيرين ،اختارت الشلل إن كان ولا بد ، وعند إجراء العملية بكت الأم كثيرا ودعت الله أن تنجح ويخرج ابنها كما كان لكن الأقدار شاءت أن يصاب بالشلل الذي أعاق سير دراسته بعدما أحرج أمام رفاقه اللذين كانوا في بعض الأحيان يسمونه بإعاقته لذلك كان مرات عديدة يخرج من البيت إلى المدرسة لكن لا يذهب إليها فيصل خبر غيابه إلى الأم التي تذهب للبحث عنه بمساعدة بعض الجيران لتحمله على ظهرها إلى المدرسة بعد شتم وضرب إلى أن أصبح عاقلا قادرا على الرد على أولائك الأطفال القبيحين وبالتالي الوصول البكالوريوس علوم تجريبية التي لم يسطع النجاح فيها ليتجه بعد ذلك للبحث عن عمل وبعد عدة محاولات فاشلة عاد للجلوس في البيت مما أحزن الوالدين كثيرا، فيضطر الوالد رحمة الله عليه للبحث له عن عمل مناسب لا يعتمد على الوقوف كإصلاح التلفاز والراديو وغير ذلك ، لكن أصحاب هذه الحرف لم يقبلوا به لإعاقته مما دفعه إلى التحدي والذهاب إلى تعلمها علميا وتطبيقيا في معهد التكوين المهني ويتخرج بتفوق من إحداها وبالتالي فتح ورشة لإصلاح التلفاز والراديو, البداية كانت جد صعبة لكن بمساعدة بعض الأصدقاء والتضحيات استطاع الوصول إلى مبتغياه وأصبح منافسا قويا في سوق العمل لؤلئك الذين رفضوه بل اصبحوا يلتجئون إليه لتصليح بعض العطب التي صعب عليهم إصلاحها.
الآن طور متجره الذي أصبح يبيع فيه الجديد مع تصليح القديم والأم جد سعيدة وفخورة بما وصل إليه ابنها وتتمنى الآن تزويجه بفتاة تقدره وتحترمه قبل مماتها. بقلمي